مقال نشرله لي
د/أحمد خالد توفيق في روايته الجديدة من فانتازيا
53- بحاران
53- بحاران
كنت واقفًا في ساحة الكلية حينما مرت أمامي زميلتي (...) الفرقة الرابعة وكان وجهها ينطق بما يعتمل بداخلها ! فاتجهت إليها وسألتها عن أحوالها وبعد ذلك أخبرتني بشيء....
(...): أنا نفسي أخلص بقى عشان أروح مكان تاني وأعيش وسط ناس تانية.
أنا: يااااه.. ليه يعني؟؟!!
(...): الناس هنا بقت وحشة أوي.
أنا: عادي ده الطبيعي... وأكيد أحنا كمان وحشين...
(...): !!!! بس أنا عمري ما أديت وعد وخلفته... ياترى أنت وحش؟!!
أنا: أكيد في حاجات بعملها غلط...
ثم بعد ذلك تركتني لتلحق قطارها... وجلست أنا أفكر فيما قالت...
وإليها أكتب موضوعي هذا وإلى نفسي بعدها...
إن الحياة لن تسير كما نريد لها... ولن يتعامل الناس بما نريد لهم أن يتعاملوا...
فالدنيا من حولنا تغيرت... تغيرت كثيرًا... للأسوء من وجهة نظري !
فبرغم التطور والتكنولوجيا والتقدم لم يعد هناك أي صورة من صور المشاعر والعواطف...
انمحت تلك الكلمات من قاموس العالم اليوم !
ولكن رغم ذلك بعض منا يحتفظ بها بداخله- مثلك ومثلي- ولكن من يقدر؟؟
إن ما ذكرتيه من وعدٍ مخلوف لهو أبسط شيء من الممكن أن يحدث !
لقد اختلطت المبادئ تمامًا (على رأي كاتبي المفضل د/ أحمد خالد توفيق)
أنكِ لتري الآن الموظف المحافظ على أداء الفروض ثم يأتي ليأخذ الرشوة وكأنما الدين عبادات فحسب يؤديها بسرعة ثم يعود لأخذ الرشوة, تأملي ذلك الذي يحرص على الحمية ولا يأكل إلا ربع رغيف على الغداء ثم يلتهم علبة حلوى كاملة بعد الطعام!
تأملي الفتاة التي تغري الرجال طيلة الوقت فإذا تقرب منها واحد راحت تنعي الأخلاق وكيف يسيء الفتية فهم الصداقة! (بعض كلمات د/أحمد)
ومن الأمثلة الكثير والكثير... أنهم يظنون أنهم على حق لمجرد أنهم يفعلون نصف الصواب أو نصف الحقيقة...
أن العالم من حولنا أصبح مادي تمامًا... وأصبح لا قيمة هاهنا لأي إحساس داخلي...
أننا الآن من النادر أن تجدي مثلنا !
ولست أقصد بذلك أننا ملائكة... لا ولكننا نحاول ألا نكون مثلهم !
أن الناس كلها أصبحت كاذبة.. منافقة.. جشعة.. مرتشية..
أصبحت الدنيا سواد !
ونحن- إلى حد ما- مازلنا محتفظين بنقائنا...
ولكن النقاء حينما يكون وسط السواد فإنه- وغصبًا عنه- يتسخ ويفقد نقاؤه مع الوقت !
ولذا فنحن أيضًا مع الوقت نفقد بياضنا ونقائنا !
ولكننا نحاول... فقط نحاول... ألا ننزلق كلية إليهم !
وخلاصة القول...
إن النقاء أصبح الآن تهمة... وموضعًا للسخرية !
والمبادئ لم يعد لها معنى اليوم !
والمشاعر كلمة انمحت من القاموس كما قلت لكِ !
لذا فالمفروض أن نعيش بلا مبادئ وننسى مشاعرنا في ظلام تام هي دنيانا !
ومن الأمثلة الكثير والكثير... أنهم يظنون أنهم على حق لمجرد أنهم يفعلون نصف الصواب أو نصف الحقيقة...
أن العالم من حولنا أصبح مادي تمامًا... وأصبح لا قيمة هاهنا لأي إحساس داخلي...
أننا الآن من النادر أن تجدي مثلنا !
ولست أقصد بذلك أننا ملائكة... لا ولكننا نحاول ألا نكون مثلهم !
أن الناس كلها أصبحت كاذبة.. منافقة.. جشعة.. مرتشية..
أصبحت الدنيا سواد !
ونحن- إلى حد ما- مازلنا محتفظين بنقائنا...
ولكن النقاء حينما يكون وسط السواد فإنه- وغصبًا عنه- يتسخ ويفقد نقاؤه مع الوقت !
ولذا فنحن أيضًا مع الوقت نفقد بياضنا ونقائنا !
ولكننا نحاول... فقط نحاول... ألا ننزلق كلية إليهم !
وخلاصة القول...
إن النقاء أصبح الآن تهمة... وموضعًا للسخرية !
والمبادئ لم يعد لها معنى اليوم !
والمشاعر كلمة انمحت من القاموس كما قلت لكِ !
لذا فالمفروض أن نعيش بلا مبادئ وننسى مشاعرنا في ظلام تام هي دنيانا !
ولكن لا...
أننا سنعيش بمبادئنا ومشاعرنا... لعل الله يلقي بنوره على القلوب العمياء والمشاعر الجافة فنعود إلى سابق العهد والزمان... إلى...
زمن النقاء...