الاثنين، 21 يوليو 2008

قلبي...


ما لك يا قلبي...
تعطي بغير حساب...
تعطي ولا تنتظر الرد... ولكنك أحيانًا تفتقده كثيرًا...
تعطي كل مشاعرك... كل عواطفك...
مندفع دائمًا... وذلك سبب كل حزنك...
نعم... ذلك هو سبب شقائك...
حينما تجد من تعطيه... لا يعطيك...
ويعتقد ما يأخذه هو شيء طبيعي...
وأنه من الواجب علي أن أفعل ذلك شئت أم أبيت...
وكأن العطاء أصبح حقًا مكتسبًا وليس هبة !!

وتحولت كل المعاني الجميلة... لفتات منثورة...
وكل العواطف اليانعة... لمشاعر ذابلة...

نعم... ولكنك لم تتعلم بعد يا قلبي...
مازلت كما أنت تعطي بغير حساب...
حتى بعد كل ما سببه عطاؤك من حزن لك...

لك وحدك...
ولن تتعلم ما دمت قلبي الحنون... قلبي الضعيف...
الذي كلمة بسيطة تسعده وتفرحه... وتجعله يعطي أكثر بدون مقابل...

فشكرًا لك يا قلبي على عطائك للآخرين...
وجرحك لي وحدي...


الجمعة، 11 يوليو 2008

مشاهد من الحياة



المشهد الأخير
ألهث من كثرة الجري وشدة العطش وقيظ النهار فقد كنت أحاول الإفلات من مطاردة سيارة لا هم لها سوى أن تعرقل مساري وتشل حركتي ....
ولكن قبل ذلك ببضعة أيام.........

المشهد الأول
سائر في طريق ترابي طويل ....
على يميني الشمس ساطعة والأشجار تلمع ببريقها الأخضر الجذاب والأزهار متفتحة كابتسامة طفل بريء في المهد وكأننا في فصل الربيع البديع.
وعلى يساري النقيض تمامًا..!!
السماء مظلمة حالكة السواد ورياح باردة في الجو تسري كالصقيع في ظهري فأحس بارتعاشه في بدني كله والأمطار تهطل بلا توقف تتخللها صواعق من البرق الأزرق المخيف وكأننا في فصل الشتاء.
مستمر في حركتي المنتظمة الرتيبة تارة أخطو إلى يميني فأحس براحة شديدة وتارة يحتم علي طريقي أن أخطو إلى يساري فأحس برجفة مخيفة... لكن هذا لا يوقفني أبدًا بل يعطيني قدرة الاستمتاع بالجانب الآخر.
وأستمر الحال كذلك بضعة أيام ولكن دوام الحال من المحال –كما يقولون–...

المشهد الثاني
في ظل سيري بين ذلك الجانب وذاك..إذا بسيارة ظهرت فجأة من العدم...
في باديء الأمر لا أبالي...ولكني بعد ذلك أكتشف أنها تطاردني باستماتة أحاول أن أفكر فيما أنا فاعل؟؟ ولكن عقلي مضطرب عاجز عن التفكير فلا أجد سوى الفرار منها بلا هدف معين...

أعود إلى حيث بدأت... حيث....
المشهد الأخير
تطاردني السيارة بلا كلل ولاملل أحاول أن أراوغها وأحتمي بيميني حيث الأشجار والأزهار ولكن سرعان ما تظهر وتستكمل مطاردتي فأحاول أن أستتر في ظلمة يساري ولكنها أيضًا تراني....
أقف لالتقط أنفاسي وامشي باتجاه البئر الموجود في منتصف الطريق لأروي ظمأى...إحساس بالراحة يعتريني وكأنني لم أ كن في مطاردة مستميتة منذ ثوانٍ....
ولكن سرعان ما ظهرت السيارة مرة أخرى لنبدأ المطاردة من جديد!!!

فما الحياة إلا بداية ونهاية... بسمة ودمعة.... فأنت فيها لا تفرح كثيرًا... ولا تحزن كثيرًا....


فتلك هي الحياة.

السبت، 5 يوليو 2008

إبتسامة رضا



تبدد الظلام عن تلك المنطقة من أحياء مصر القديمة بمولد فجر جديد وتبدد السكون المسيطر هناك....

فبدأت الحركة تدب فيها والحوانيت تفتح أبوابها وبدأ الناس يخرجون للبحث عن أرزاقهم....



دعونا نتوقف عند ذلك البيت المقيم بجوار ما يسمى بـ "مقلب زبالة" وأمامه ماء "المجاري" برائحتها العطنة الكريهة والتي لا تغيب أبدًا من أمام البيت (حتى أصبحت علامة مميزة للبيت !)

وندخل إلى الدور الأول حيث منزل (حسن أفندي)...

وهو موظف بسيط بمصلحة حكومية يتمتع بحظ عاثر....

دعونا نستعرض يومه- والذي هو أشبه بأمسه وغده-...

حيث نجده الآن يستعد للقيام من سريره وهو مغمض العينين كعادته... وما يكاد يتحرك خطوتين حتى يصطدم بالحائط كعادته... فيضطر إلى فتح عينيه...

ثم يتجه إلى الحمام ويفتح "حنفية" المياه فتنفجر في وجهه كعادتها... فيضطر إلى خلع كل ملابسه ثم يتوضأ وهو عارٍ تمامًا كعادته....

ثم يتجه إلى حجرته ثانية ليلبس ملابس أخرى بدلاً من تلك التي أغرقت بالمياه...

ثم يتجه للصلاة ومعها تبدأ أولى مشكلاته اليومية - بغض النظر عن اصطدامه بالحائط و"الحنفية" المنفجرة- وهي البحث عن السجادة التي يصلي عليها... فهو كل يوم يحاول أن يتذكر أين وضعها آخر مرة ولكن عبثًا.....

وتبدأ عملية البحث عن السجادة في حجرته وتحت السرير وتحت الدولاب و............حتى يجدها بعد مرور أكثر من ربع ساعة... فينوي الصلاة ثم يصلي وحينما ينتهي... يبدأ في تغيير ملابسه للذهاب إلى العمل...

وتبدأ معه مشكله "الأزرار المفكوكة"... فيرتدي "البنطلون" وحينما يغلق الزر يجده في يديه وقد ترك "البنطلون" كعادته ويرتدي القميص فيجد زرًا أو أكثر في يده...

ويبدأ في تثبيتها بسرعة فقد تأخر عن ميعاد العمل كعادته...وحينما ينتهي تبدأ مشكلة أخرى وهي....

"الشراب" فهو كل يوم يرتقه كعادته...

ثم يبدأ في البحث عن "الجزمة" كعادته -التي طالما حلم بأن يصحو ليجدها بجواره ولكن ذلك كان حلمًا بعيد المنال- إلى أن يجدها... فيجدها متربة ومتسخة فينظفها كعادته....

كل ذلك يفعله في صمت تام... فهو يؤمن بأن ذلك قدره المكتوب وهو لن يغيره...

ثم يبحث عن مفاتيحه كعادته... إلى أن يجدها...

فيذهب إلى الباب الخارجي ويغلق باب الشقة خلفه وهو يتذكر كل ما فعله الآن ويقارنه بما فعله بالأمس بل بما يفعله في كل يوم...
فيجد أنه والحمد لله –على حد قوله- لم ينس فعل أي شيء مما هو معتاد على فعله بالصباح !!

فتلك هي حياته التي يرضى بها دون تبرم أو ضيق...

ويمشي وعلى وجهه ابتسامة رضا...
إهداء إلى أ/ هشام الصباحي
علها تعجبه