كلمة فضفاضة ... تحمل من المعاني الجميلة الكثير والكثير...
فالطيبة تعني العطف والحنان... تعني الحب والعطاء...
وتلك أبسط معانيها....
ولذا فهي تعتبر ميزة أو صفة حميدة لمن يتمتع بها...
وتلك هي فطرتنا التي فطرنا عليها...
ولكن البعض منا الآن يستخدمها وكأنها سبة أو شيء خاطئ...
مثلاً : حينما تتحدث مع صديق لك عن موضوع ما وفي آخر كلماتك يقول لك : "ده أنت طيب أوي".هو لا يقصد مدحك أو الإشادة بصفة حميدة بك بل على العكس تمامًا
إنه يقصد بها إهانة إنه يعتبر الطيبة ما هي إلا سذاجة وانعدام للعقل و......... معاني أخرى لا داعي لذكرها !
لقد انعكس معنى الطيبة....
ويا للسخرية....
الطيبة التي ولابد أن تكون طبيعة وفطرة أصبحت شيئًا مخزيًا وشيئًا نريد الابتعاد عنه قدر المستطاع !
مثال آخر: حينما تنشغل بمساعدة زميل لك في إنهاء بعض الأعمال فتجد زميلاً آخرًا يقول لك :"وانت مالك هو ده شغلك.. انت طيب أوي"
إنك لا تفعل ما تفعله تحت ضغط أو مقابل شيء ما....
ولكنك تفعله لحبك في مساعدة الآخرين...
لحبك في العطاء دون مقابل...
لطيبتك التي تجعلك تساعد من يطلب منك المساعدة في أي شيء دون الشك لحظة في أنه يستغلك أو يخدعك لمصلحته...
إنك تسعد بمساعدة الآخرين... دون انتظار مقابل....
إن الطيبة الآن أصبحت مجالاً للسخرية....
وأصبح الغش والنفاق والخداع هي الصفات السائدة...
وإن لم يكن فالامتناع عن العطاء دون مقابل...
فالامتناع عن الحب دون ثمن....
فالامتناع عن المساعدة دون خدمة في مجال آخر...
الامتناع عن كل معاني الطيبة إن لم يكن لها مقابل مرضي...
أترى بعد ذلك الطيبة مازالت محتفظة بقيمتها ؟؟؟
لا والله... إنها فقدت كل معانيها الجميلة...
وتحولت إلى جرم أو صفة لا يجب أن تكون في الإنسان !
بل أصبحت الطيبة بمعناها الحقيقي صفة نادرة الوجود !
بعد أن كانت سنة من سنن الحياة أصبحت شيئًا ننزعج من وجوده والاتصاف به !
حينما بدأت الكتابة في ذلك الموضوع لم أكن أعلم بأن كل تلك الكلمات سوف تنهال على الورق ولكنني وجدت أن الموضوع أكبر من ذلك بكثير وله من الأمثلة الكثير والكثير التي نقابلها كل يوم في حياتنا الطبيعية...
وكلماتي لم ولن تكن إلا قطرة في بحر ذلك الموضوع...
وفي الختام لي رجاء....
وفي الختام لي رجاء....
كل من يجد نفسه متصف بالطيبة يحافظ عليها...
ولا تجعل الحياة تغيرك فأنت نادر الوجود...
لا ضير من ثورات داخلية أو –حتى- خارجية على طيبتك تلك ولكن لا تفقدها...أرجوك...
وكل من يجد نفسه بعيدًا عن الطيبة يحاول أن يتغير ليجد للطيبة مكانًا بداخله....
فالطيبة حسنة في ميزانك...وليست سيئة تحاسب عليها...