تبدد الظلام عن تلك المنطقة من أحياء مصر القديمة بمولد فجر جديد وتبدد السكون المسيطر هناك....
فبدأت الحركة تدب فيها والحوانيت تفتح أبوابها وبدأ الناس يخرجون للبحث عن أرزاقهم....
دعونا نتوقف عند ذلك البيت المقيم بجوار ما يسمى بـ "مقلب زبالة" وأمامه ماء "المجاري" برائحتها العطنة الكريهة والتي لا تغيب أبدًا من أمام البيت (حتى أصبحت علامة مميزة للبيت !)
وندخل إلى الدور الأول حيث منزل (حسن أفندي)...
وهو موظف بسيط بمصلحة حكومية يتمتع بحظ عاثر....
دعونا نستعرض يومه- والذي هو أشبه بأمسه وغده-...
حيث نجده الآن يستعد للقيام من سريره وهو مغمض العينين كعادته... وما يكاد يتحرك خطوتين حتى يصطدم بالحائط كعادته... فيضطر إلى فتح عينيه...
ثم يتجه إلى الحمام ويفتح "حنفية" المياه فتنفجر في وجهه كعادتها... فيضطر إلى خلع كل ملابسه ثم يتوضأ وهو عارٍ تمامًا كعادته....
ثم يتجه إلى حجرته ثانية ليلبس ملابس أخرى بدلاً من تلك التي أغرقت بالمياه...
ثم يتجه للصلاة ومعها تبدأ أولى مشكلاته اليومية - بغض النظر عن اصطدامه بالحائط و"الحنفية" المنفجرة- وهي البحث عن السجادة التي يصلي عليها... فهو كل يوم يحاول أن يتذكر أين وضعها آخر مرة ولكن عبثًا.....
وتبدأ عملية البحث عن السجادة في حجرته وتحت السرير وتحت الدولاب و............حتى يجدها بعد مرور أكثر من ربع ساعة... فينوي الصلاة ثم يصلي وحينما ينتهي... يبدأ في تغيير ملابسه للذهاب إلى العمل...
وتبدأ معه مشكله "الأزرار المفكوكة"... فيرتدي "البنطلون" وحينما يغلق الزر يجده في يديه وقد ترك "البنطلون" كعادته ويرتدي القميص فيجد زرًا أو أكثر في يده...
ويبدأ في تثبيتها بسرعة فقد تأخر عن ميعاد العمل كعادته...وحينما ينتهي تبدأ مشكلة أخرى وهي....
"الشراب" فهو كل يوم يرتقه كعادته...
ثم يبدأ في البحث عن "الجزمة" كعادته -التي طالما حلم بأن يصحو ليجدها بجواره ولكن ذلك كان حلمًا بعيد المنال- إلى أن يجدها... فيجدها متربة ومتسخة فينظفها كعادته....
كل ذلك يفعله في صمت تام... فهو يؤمن بأن ذلك قدره المكتوب وهو لن يغيره...
ثم يبحث عن مفاتيحه كعادته... إلى أن يجدها...
فيذهب إلى الباب الخارجي ويغلق باب الشقة خلفه وهو يتذكر كل ما فعله الآن ويقارنه بما فعله بالأمس بل بما يفعله في كل يوم...
فيجد أنه والحمد لله –على حد قوله- لم ينس فعل أي شيء مما هو معتاد على فعله بالصباح !!
فيجد أنه والحمد لله –على حد قوله- لم ينس فعل أي شيء مما هو معتاد على فعله بالصباح !!
فتلك هي حياته التي يرضى بها دون تبرم أو ضيق...
ويمشي وعلى وجهه ابتسامة رضا...
إهداء إلى أ/ هشام الصباحي
علها تعجبه
هناك 9 تعليقات:
جميل التفاصيل
فى المستقبل سوف يكون سردك اروع واروع
وكل ماتفعله يعحبنى ياحاج
انت جميل
شكرا لمجاملتك الجميلة يا كبير
وشكرا لك أنت اللي جميل
حلو البوست جداا
بس مشكله حسن أفندى انه محاولش يطور نفسه
بجد باصص تحت رجليه زى ناس كتير اوى فى مجتمعنا
ليه نرضى بالأقل لما ممكن نكون أعلى
جزيت خيرا
انا قايلك رأيي فيها من زمان من أول ما كتبتها
جميلة جدا
وخلينا نشوفك
كعادتي مازلت احب مدونتك يدكتور عموور .. وانت كمان واحشني جدا والله ...
حسيت ان الحياه الروتينيه دي موجوده عندي بالظبط كل يوم . اصحي .. بس مش بدوخ علي السجاده زي حسن افندي اصلي بصلي الظهر في الصيدليه .. وكذلك العصر والمغرب والعشاء هههه اصلي بقعد كتير في الصيدليه .. وبعد مخلص بروح اتعشي واصلي الفجر وانام وبكره نفس الكلاه وبعده نفس الكلام ..
وكعادتي .....
سلامي لك ويريت اسمع صوتك قريب ..
عاشقة الاقصى
أنا شايف ان ده حال ناس كتييييييير اوي
للأسف
:(
شكرا لمرورك العطر
تحياتي
أحمد باشا
منوري دايما يا حبيبي
هتشوفني قريب إن شاء الرب
تحياتي
د/أحمد باشا
حبيبي
عامل اية في الشغل قصدي الطحن اللي احنا فيه؟؟؟؟؟؟
معلش يا دكتور
كلنا هذا الرجل
تحياتي
اهلا يا دكتور عمرو
انا من رايى حل حسن افندى الزواج
إرسال تعليق